منذ اُكتُشفت تقنية الحقن المجهري على يد العالم جيانبيرو باليرمو عام 1992 إلى الآن ساعدت آلاف الأزواج ممن يعانون مشاكل صحية تؤثر في قدرتهم الإنجابية على استعادة حلم الإنجاب من جديد، محققة نسب نجاح منقطعة النظير. ولا زالت الأبحاث العلمية مستمرة نحو اكتشاف المزيد من الخطوات التي يمكن إضافتها إلى عملية الحقن المجهري لمساعدة المزيد من الأسر.
في المقال التالي سنسرد لك معلومات عن الحقن المجهري تتضمن:
- دواعي اللجوء إلى تقنية الحقن.
- خطوات إجراء الحقن المجهرى.
- أهم التعليمات بعد العملية لزيادة فرص حدوث الحمل.
- نسب نجاح العملية.
- اسباب فشل الحقن المجهري.
- تكلفة الحقن المجهري في مصر.
للحجز والاستعلام في مركز الدكتور محمد والي
متى نلجأ إلى إجراء عملية الحقن المجهري؟
إن الهدف الرئيسي لسعي العلماء والأطباء لاكتشاف وسائل طبية تُسهم في زيادة فرص الإنجاب هو مساعدة الأزواج ممن يعانون مشاكل صحية تُعيق حدوث الحمل طبيعيًا وتنقسم تلك المشاكل إلى:
أسباب مرضية لدى الزوج
- نقص عدد الحيوانات المنوية في السائل المنوي عن المعدل الطبيعي، وهو ما يوازي 15 مليون حيوانًا منويًا لكل ملليلتر من السائل المنوي.
- عدم وجود حيوانات منوية في السائل المنوي مما قد يضطر الطاقم الطبي لإجراء عملية بسيطة لاستخراج الحيوانات المنوية من الخصية أو الأوعية الناقلة.
- انسداد القناة المنوية لأسباب وراثية أو جراحية، أو نتيجة وجود التهاب شديد.
أسباب مرضية لدى الزوجة
- انسداد قنوات فالوب لأسباب خارجية، أو نتيجة الإصابة بالالتصاقات والالتهابات المزمنة، ما يعيق وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
- ضعف التبويض وقلة مخزون المبيض.
- الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة بضوابط صارمة.
- زيادة الأحماض المهبلية، الأمر الذي يؤدي إلى قتل الحيوانات المنوية قبل وصولها للرحم.
- وجود أورام ليفية في الرحم تمنع انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم.
قد يعجز الأطباء عن علاج الحالات السابقة لزيادة فرص الحمل طبيعيًا، وكثيرًا ما يكون تأخر الإنجاب لأسباب غير معلومة، وهو ما يدفعهم للجوء إلى عملية الحقن المجهرى كونها أكثر الوسائل الفعالة في المساعدة على الإنجاب.
لماذ تحديدًا عملية الحقن المجهري دون غيرها من الوسائل المساعدة على الإنجاب؟
تضمن خطوات إجراء عملية الحقن المجهرى زيادة فرص تلقيح البويضات وانقسام الأجنة بنجاح مقارنةً بغيرها من الوسائل الأخرى، مثل: عملية التلقيح الصناعي، أو أطفال الأنابيب.
كيف يتم الحقن المجهري؟
عند الإجابة عن سؤال “كيف يتم الحقن المجهري؟” نجد أن عملية الحقن المجهري تتم عبر 4 خطوات أساسية وهي:
تنشيط التبويض
فهي تعد أولى خطوات عملية الحقن المجهرى وفقا لأحدث معلومات عن الحقن المجهري وتحدث خلال الثلاثة أيام الأولى من الدورة الشهرية، إذ يُجري الطبيب فحصًا شاملًا لمبيض ورحم الزوجة ومن ثم البدء بجرعات تنشيط المبيض.
ما الهدف من استخدام أدوية التنشيط؟
تهدف خطوة التنشيط إلى حث المبيض على إنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات في آن واحد، وليست بويضة واحدة كما تجري العادة شهريًا.
يُتابع الطبيب حالة الزوجة ويُجري لها فحصًا آخرًا بعد مرور ستة أيام من الزيارة الأولى لمتابعة عملية التبويض والكشف عن آثار أدوية التنشيط على المبيض. تستمر فترة التنشيط إلى 10 أو 12 يومًا، يتوقف ذلك على طبيعة الجسم والوزن وحالة المبيض.
وتستمر متابعة الطبيب لحالة المبايض بالموجات فوق الصوتية (السونار) عند بلوغ البويضات الحجم المطلوب، يُشير الطبيب إلى التوقف عن تناول أدوية التنشيط والاستعداد لسحب البويضات بعد حقن الزوجة بالحقنة التفجيرية.
سحب البويضات
تُعد عملية سحب البويضات ثاني خطوات عملية الحقن المجهري، وهي تهدف إلى الحصول على بويضات ناضجة من مبيض الزوجة بعد انتهاء فترة التنشيط التي تتضمن الحصول على جرعات محددة من الأدوية الهرمونية المحفزة لإنتاج البويضات.
ويتم استخراج هذه البويضات من المبايض عن طريق عملية جراحية بسيطة.
ما الدور الذي تقوم به الحقنة التفجيرية في عملية الحقن المجهري؟
تُسهم الحقنة التفجيرية في تجهيز البويضات وخروجها من الحويصلات المُحيطة بها استعدادًا لسحبها من المبيض وحقنها بالحيوانات المنوية. تُسحب البويضات عن طريق تدخل جراحي بسيط يُجرى تحت تأثير التخدير الكلي بعد مرور 34 إلى 36 ساعةً من استخدام الحقنة التفجيرية، وذلك عن طريق الاستعانة بإبرة صغيرة تُستخلص بها البويضات وتُقشر معمليًا.
في تلك الأثناء، تُسحب عينة من السائل المنوي للزوج، سواءًا كانت بالطريقة الاعتيادية (الاستمناء) أو باللجوء إلى الجراحة الميكروسكوبية وأخذ عينة من نسيج الخصية واستخلاص الحيوانات المنوية منها -إذا كان الزوج يعاني نقصَ أعداد الحيوانات المنوية أو قطعًا في القناة المنوية.
الإخصاب المعملي
يُعد الإخصاب المعملي أهم خطوات عملية الحقن المجهري، والتي نحصل منها على أجنة ناضجة، ولإتمام هذه الخطوة بدقة ينبغي أن تُهيأ لها الظروف المعملية المناسبة. فخلال هذه الخطوة تخضع العينات المسحوبة للفحص، وتُحفظ أفضلها، ومن ثَم تُحقن كل بويضة بحيوان منوي وتُترك في وسط مناسب للانقسام لمدة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام.
ملحوظة: عند الحصول على عدد كبير من البويضات عالية الكفاءة من مبيض الزوجة، يلجأ الأطباء في هذه الحالة إلى حقن أكثر من بويضة بحيوان منوي عالي الكفاءة للحصول على أكبر عدد من الأجنة السليمة تمهيدًا لحقنها في رحم الزوجة، أو تجميدها لاستخدامها في محاولات حقن مجهري أخرى فيما بعد.
إرجاع الأجنة
تُحقن الأجنة المخصبة الطازجة (التي تم نقلها إلى الرحم مباشرة دون تجميد) أو الأجنة المجمدة خلال هذه المرحلة في رحم الزوجة، وهي تُعد المرحلة الأخيرة من مراحل الحقن المجهري. وتُحقن تلك الأجنة في الرحم بعد فحصها معمليًا والتأكد خلوها من أي عيوب خلقية أو وراثية، وبعد تجهيز رحم الزوجة مسبقًا وتحضير بطانته لاستقبال الأجنة.
-خبرة الطبيب .. أكثر ما تحتاجه الزوجة خلال مرحلة إرجاع الأجنة
خطوة إرجاع الأجنة من أهم خطوات عملية الحقن المجهري، فهي خطوة دقيقة تتطلب مهارة كبيرة وخبرة فائقة من الطبيب القائم على العملية لتجنب تعرض الزوجة لمضاعفات الحقن المجهري الشهيرة، كالحمل خارج الرحم، ولضمان الحصول على أفضل النتائج وأعلى فرص الحمل ونجاح خطوة انغراس الأجنة في الرحم.
وفي النهاية، يمر الزوجان بفترة من الترقب والانتظار تستغرق حوالي أسبوعين للتعرف على نتائج عملية الحقن المجهري، وذلك عبر إجراء تحليل الدم الذي يستهدف قياس مستوى هرمون الحمل (hCG) في الدم.
اقرأ ايضا : كيف يتم الحقن المجهري
دور الحقن المجهري في تحجيم الإصابة بالأمراض الوراثية
لا تقتصر أهمية الحقن المجهري على زيادة فرص الحمل والإنجاب فقط، بل تؤدي دورًا كبيرًا يُسهم في الحد من الإصابة بالأمراض الوراثية المنتقلة عبر الجينات.
بعد إخصاب البويضات بالحيوانات المنوية، تخضع الأجنة المتكونة إلى فحص المادة الوراثية (الفحص الجيني) للتأكد من عدم إصابتهم بمرض ما قبل زرعهم في الرحم، إذ تظهر نتائج التحاليل في غضون 24 ساعة فقط، أي قبل موعد الزراعة.
هل عمليه الحقن المجهري صعبه ؟ وكم تستغرق عملية الحقن المجهري
تستغرق عملية الحقن المجهري بالكامل من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع يتم خلالها تنشيط المبيض وتحضير البويضات وسحبها من المبيض وإخصابها ومن ثم إعادة زرع الأجنة في الرحم. وقد تحتاج الزوجة إلى أسبوعين آخرين لمعرفة نتيجة الحقن والتأكد من الحمل.
ولكن قد تحتاج بعض النساء التي تعاني مشكلات في الرحم إلى تدخلات جراحية قبل البدء في مراحل عملية الحقن المجهري، لذا عند الإجابة عن سؤال “كم تستغرق عملية الحقن المجهري؟” فهي تختلف باختلاف سبب تأخر الإنجاب، والحالة الصحية لكلا الزوجين، ونوع بروتوكول تنشيط المبايض الذي يُحدده الطبيب للزوجة، فهناك بروتوكولات طويلة المدى وأخرى قصيرة.
أما عن إجابة سؤال “هل عملية الحقن المجهري مؤلمه؟” و سؤال “هل عمليه الحقن المجهري صعبه ؟” فيجب أن نطمئن الزوجات المقبلات على تلك العملية أن معظم خطواتها تُنفّذ تحت تأثير التخدير (يُحدد الطبيب نوعه بحسب الحالة)، وأن الألم الناجم عنها خفيف يمكن التغلب عليه بتناول بعض المسكنات التي يصفها الطبيب.
كم تبلغ نسبة نجاح عملية الحقن المجهري؟ وهل توجد عوامل تزيد من نسب النجاح؟
تتجاوز نسبة نجاح عملية الحقن المجهري 50% اعتمادًا علىعلى تحقق شروط نجاح الحقن المجهري التي تشمل:
- خبرة الكادر الطبي المسؤول عن إجراء العملية.
- سن خصوبي مناسب للزوجة.
- حفظ البويضات والأجنة المخصبة في وسط ملائم للانقسام.
- تحضير بطانة الرحم لاستقبال الأجنة.
- التزام الزوجة بتعليمات ما بعد الحقن المجهري.
إلى أي مدى يؤثر سن الزوجة في نسب نجاح الحقن المجهري؟
تعد أهم العوامل التي يتوقف على أساسها نسبة نجاح الحقن المجهري هو سن الزوجة فكلما كانت الزوجة في عمر الخصوبة كانت البويضات الناتجة عن عملية تنشيط التبويض والسحب أفضل من حيث العدد والجودة مما يزيد من فرص نجاح الإخصاب المعملي وحدوث الحمل بعد عملية إرجاع الأجنة.
لكن كلما تقدمت الزوجة في العمر فتجاوزت سن الـ37 يقل مخزون المبيض تدريجيًا ويصبح من الصعب الحصول على بويضات عالية الكفاءة وبعدد كافي لإجراء محاولة حقن مجهري ناجحة.
هل تختلف علامات الحمل بعد الحقن المجهري عن الحمل الطبيعي؟
قد تظن بعض النساء أن علامات حدوث الحمل بعد الحقن المجهري قد تختلف عن الحمل الطبيعي، وخاصة أن تقنية الحقن المجهري قد ينتج عنها الحمل بتوأم بنسبة أكبر من الحمل الطبيعي، نظرًا لإمكانية زرع أكثر من جنين خلال عملية الحقن المجهري، فهل تختلف أعراض الحمل بتوأم بعد الحقن المجهري عن الحمل الطبيعي حقًا؟
بالطبع لا، وذلك لأن الاختلاف بين الحمل الطبيعي والحقن المجهري يكمن في الطريقة التي يحدث بها الإخصاب، لكن النتيجة واحدة في النهاية وهي أن الجنين المتكون ينغرس في بطانة الرحم، ثم تظهر بعض التغيرات الهرمونية في جسم الزوجة لتدل على حدوث الحمل بنجاح.
بناءًا على ذلك، لا يوجد اختلاف بين أعراض الحمل بعد تقنيات الإخصاب المساعد عن أعراض الحمل الطبيعي.
لماذا قد تفشل بعض عمليات الحقن المجهري؟
تبدأ علامات نجاح الحقن المجهري من أول مرة في الظهور بعد مرور حوالي أسبوعين من عملية إرجاع الأجنة، وأولى هذه العلامات وأهمها ظهور نتيجة إيجابية لاختبار الحمل في الدم، ولكن في بعض الحالات تكون نتائج هذا الاختبار سلبية مما يدل على فشل العملية.
تُرى ما هي اسباب فشل الحقن المجهري؟
نُجيب بأن اسباب فشل الحقن المجهري متعددة، فتشمل عدم الخضوع لبرنامج تنشيط التبويض المناسب لحالة الزوجة ومخزون مبيضها، أو انخفاض كفاءة البويضات والحيوانات المنوية، أو عدم تحصير بطانة الرحم بطريقة جيدة مما يؤدي إلى فشل خطوة انغراس الأجنة في الرحم، أو الخضوع للعملية تحت إشراف دكتور حقن مجهري غير مؤهل لمثل هذه العمليات.
لماذا تختلف تكلفة الحقن المجهري في مصر بين مراكز الخصوبة؟
تختلف تكلفة الحقن المجهري في مصر اعتمادًا على عدة عوامل، أهمها:
- سمعة مركز حقن مجهري ومستوى التجهيزات المعملية الموجودة به.
- خبرة الطبيب المُشرف على عملية الحقن المجهري في تشخيص سبب تأخر الإنجاب ووضع برنامجي تنشيط التبويض وتحضير الرحم المناسبين لكل زوجة، ءلك إضافة إلى مهارته في إجراء عملية سحب البويضات وحقن الأجنة في الرحم.
- الإجراءات الطبية المطلوب تنفيذها لتجهيز الأمثل قبل الخضوع لخطوات العملية الحقن المجهري.
تُسهم معرفة المعلومات عن الحقن المجهري في الحد من التوتر والقلق الذي ينتاب الأزواج قبل الخضوع للعملية، لذا إن كنت من المقبلين على الخضوع للإجراء نود منك قراءة السطور السابقة لمعرفة خطوات الحقن المجهري التي ستمر بها خلال الإجراء، فذلك سيساعدك على التحدث مع الطبيب ومناقشته في حال انتابك القلق بشأن أي خطوة من خطوات العملية.
0 تعليق