حجم البويضات قبل السحب في أثناء عمليات الحقن المجهري

يُجري المُختصون عملية سحب البويضات باستخدام أدوات وإبَر شديدة الدقة من أجل استخراج البويضات السليمة والناضجة من جسم الزوجة. 
وتُسحَب تلك البويضات بهدف إتمام مراحل الحقن المجهري، وبعد سحبها تُخصّب باستخدام حيوانات منوية سليمة مُستخرجة من السائل المنوي للزوج.

من الأفضل أن يتراوح حجم البويضات قبل السحب ما بين 16 و22 ملم -تقريبًا- كي تكون صالحة للإخصاب المعملي، فالبويضات لا تُسحَب من مبايض الزوجة عشوائيًا خلال عمليات الحقن المجهري، بل ينبغي فحص جودتها وقياس حجمها قبل السحب عبر إجراء فحص الموجات فوق الصوتية.

لن يستخدم الطبيب بويضة واحدة خلال عملية الحقن المجهري، إنما سيسحب أكثر من بويضة ناضجة من أجل تعزيز فُرَص تَكوين أجنة سليمة، ورفع نسبة نجاح العملية.
وقد يختلط على بعض الزوجات الأمر، فيعتقدن أنّ وجود عدد قليل من البويضات بعد مرور فترة تنشيط المبايض يَعني أن فرص نجاح عملية المجهري ستكون مُنعدمة، لكن الأطباء يؤكدون أن استجابة الجسم لتأثير أدوية التنشيط يختلف من زوجة لأخرى طبقًا لعمرها وطبيعة جسمها.
على سبيل المثال: قد تُطلِق مبايض إحدى الزوجات 5 بويضات فقط بعد التنشيط، بينما تُطلق مبايض زوجة أخرى 10 أو 15 بويضةً، لذلك لا داعي للقلق، سيتعامل الطبيب المختص مع البويضات السليمة المتاحة بحرص شديد للاستفادة منها، والوصول بعملية الحقن المجهري لأعلى نسب النجاح الممكنة.

بعد الحصول على الأدوية المنشطة للمبيض، تًُحقَن الزوجة بهرمون الحمل (hCG)، ثم تُسحًب البويضات بعد الحقن بـ36 ساعة.
وسوف يتأكد الطبيب من حجم البويضات قبل السحب مُستعينًا بفحص الموجات فوق الصوتية (السونار) على منطقة الحوض، فإذا وجدها ناضجة وذات حجم مناسب، فأنه يسحبها من أجل استكمال بقية مراحل الحقن المجهري حتى نهايتها.

تتضمن مرحلة ما بعد سحب البويضات عدة خطوات هامة ودقيقة، تشمل:
وصف بعض الأدوية التي تحتوي على هرمون “بروجيستيرون” للزوجة، من أجل تحضير بطانة الرحم، وتسهيل انغراس الأجنة.
تخصيب البويضات بالحيوانات المنوية المأخوذة من عينة السائل المنوي الخاصة بالزوج معمليًا، تحت المجهر الإلكتروني.
حفظ البويضات المُخصبة (الأجنّة) في حضّانات مُجهزة كي تنقسم وتصل إلى الطور المناسب (عادةً ما تتراوح مُدة حفظ البويضات المُخصبة في الحضانات بين ثلاثة وخمسة أيام).
زرع الأجنة في الرحم كي تستكمل مراحل النمو داخله.
وينبغي أن تلتزم الزوجة بحصولها على أدوية تثبيت الحمل الموصوفة لها من قِبَل الطبيب بعد عملية ترجيع الأجنة، وأن تحرص على الراحة، وتناول المأكولات الصحية المُفيدة.

في حال نجاح عملية الحقن المجهري قد تلاحظ الزوجة بعض علامات الحمل، منها نزول إفرازات مهبلية بنية اللون، وتقلصات الرحم، والغثيان أو القيء، ويُمكنها التأكد من حدوث الحمل بعد مرور 14 يومًا من تاريخ زرع الأجنة عبر الوسائل الآتية: 
اختبار الحمل المنزلي الذي يهدف لقياس مستوى هرمون الحمل (hCG) في عينة البول.
طلب إجراء تحليل الدم الهادف لقياس مستوى هرمون الحمل.
الخضوع لفحص الموجات فوق الصوتية لدى طبيب النساء والتوليد المُختص، وهي الوسيلة الأكثر دقة.

عند الاطلاع على خطوات الحقن المجهري السابقة، قد تتساءل بعض الزوجات: كم تستغرق عملية الحقن المجهري؟ وتعتمد إجابة هذا السؤال على نوع البروتوكول المُتبّع في مرحلة تنشيط البويضات ومدته، فقد تستغرق بعض عمليات الحقن المجهري 4 أسابيع، والبعض الآخر يستغرق 6 أسابيع تقريبًا. 

تُشير الإحصائيات العالمية إلى أن نسبة حدوث الحمل عبر عمليات الحقن المجهري تتراوح ما بين 40% و60%، وتعتمد نسب النجاح تلك على عدّة عوامل، أبرزها عُمْر الزوجة وجودة بويضاتها، فكلما كان عمر الزوجة صغيرًا (35 عامًا أو أقل)، امتلكت بويضات سليمة عالية الجودة، وسيكون مخزون البويضات لديها وفيرًا، بالتالي ترتفع نسب نجاح الحقن المجهري.