قد تُصاب الحوامل ببعض المشكلات الخطيرة خلال مراحل الحمل المختلفة من أشهرها انفصال المشيمة المبكر، ومن حسن الحظ أن هذه المشكلات يُمكن التعامل معها تحت إشراف الطبيب إذا تم التشخيص مبكرًا.
نستعرض في هذا المقال المزيد من التفاصيل عن مشكلة انفصال المشيمة المبكر، وأهم أسبابها والإجراءات العاجلة التي يتبعها الطبيب مع هذه الحالات.
للحجز والاستعلام في مركز الدكتور محمد والي
كيف يحدث انفصال المشيمة؟ ما هي أسبابه؟
تنمو المشيمة وتنغرس في بطانة الرحم مع تطور الحمل لتكون حلقة وصل بين الدورة الدموية للأم والجنين فتنقل له الأكسجين وكافة العناصر الغذائية اللازمة لتطوره ونموه طبيعياً.
وقد تؤثر بعض العوامل في ثبات المشيمة وطريقة انغراسها في بطانة الرحم، الأمر الذي يسبب انفصالها جزئياً أو كلياً عن جدار الرحم قبل الموعد المتوقع للولادة مسببة مضاعفات خطيرة.
من أشهر اسباب انفصال المشيمة:
- الحمل في أكثر من جنين.
- المعاناة من انفصال المشيمة في حملٍ سابق.
- التعرض لحادث أو صدمة في البطن أدت لانفصال المشيمة.
- الحمل في عمر متقدم (35 عام فأكثر).
- المعاناة من مضاعفات في أثناء الحمل، مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكر الحمل.
- وجود أورام ليفية في الرحم.
- تمزق الكيس الأمنيوسي وفقدان السوائل الموجودة به قبل موعد الولادة المحدد.
اقرئى ايضا : ما هى المشيمة وما أهم المشاكل التى تصيبها
اعراض انفصال المشيمة
أغلب حالات انفصال المشيمة تُشخص في الثلث الأخير من الحمل، وتعاني النساء خلال هذه المرحلة أعراضًا خطيرة، منها:
- النزيف المهبلي: يعد أشهر اعراض انفصال المشيمة شيوعاً، فمعظم الحالات تعاني نزيفًا مهبليًا مختلف الشدة حسب درجة انفصال المشيمة.
- آلام في البطن وأسفل الظهر.
- انقباضات رحمية تشبه آلام الولادة.
- تصلّب الرحم وتحجّر ملمسه.
- مشكلات في نمو الجنين ووظائفه الحيوية، منها معدل ضربات القلب غير المنتظم.
هل يمكن الاعتماد على الأعراض فقط في تشخيص انفصال المشيمة؟
يتبع الطبيب في الخطة التشخيصية للمشيمة المنفصلة ثلاث خطوات أساسية وهي:
الخطوة الاولى تحديد شدة الأعراض
ظهور بعض الأعراض، مثل النزيف المهبلي مختلف الشدة وآلام البطن وأسفل الظهر، يثير شكوك الطبيب حول انفصال المشيمة، ولكن لا يمكن الاعتماد على تلك الأعراض فقط في التشخيص لأن بعض الحالات لا تعاني نزيف مهبلي في المراحل الأولية من انفصال المشيمة.
الفحص بالموجات فوق الصوتية
يأتي دور الموجات فوق الصوتية في بث صورة حية لوضع المشيمة والجنين، ولكن لا ينجح هذا الفحص في الكشف عن بعض حالات انفصال المشيمة الجزئي.
إجراء تحاليل الدم
يستدل الطبيب من خلال تحاليل الدم على مستوى الهيموجلوبين، والصفائح الدموية، وعوامل التجلط في الدم، والتي يدل انخفاضها على انفصال المشيمة وحدوث نزيف حاد يهدد حياة الأم والجنين.
اقرئى ايضا : علاج المشيمة المتقدمة
متى يلتئم انفصال المشيمة المبكر؟
تظن بعض النساء أن إصابتهن بانفصال المشيمة في أثناء الحمل يمكن التعامل معه طبياً ويُمكن للمشيمة أن تلتئم وتعود لوضعها الطبيعي، والحقيقة أن هذا مفهوم خاطئ، فالمشيمة المنفصلة غير قابلة للالتئام ولا العودة إلى وضعها الطبيعي.
وتتطلب هذه الحالات رعاية طبية خاصة وعاجلة، ومتابعة دورية لحالة المشيمة من قِبَل طبيب ذي خبرة في حالات المشيمة المنفصلة لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة للأم والجنين في أثناء الحمل، من أجل الحفاظ على سلامة الجنين واستقراره داخل رحم الأم أطول فترة ممكنة لاكتمال نموه.
هل يمكن علاج انفصال المشيمة الجزئي؟
قبل الحديث عن علاج انفصال المشيمة الجزئي، نشير إلى أن الغرض من العلاج في هذه الحالة هو استمرار الحمل، وإبقاء الجنين قدر الإمكان في رحم الأم حتى يكتمل نموه، لأن كما ذكرنا سابقاً المشيمة المنفصلة غير قابلة للالتئام والعودة لوضعها الطبيعي.
يحدد الطبيب التدخل الطبي المناسب في هذه الحالة على أساس مجموعة من العوامل، منها:
- درجة انفصال المشيمة.
- عمر الحمل.
- الوظائف الحيوية للجنين.
- كمية الدم المفقودة من الأم.
فإذا لم يتجاوز عمر الحمل 34 أسبوعًا، تُنقل الأم إلى المستشفى لمراقبة حالتها هي والجنين بعناية، وإذا استقر وضعها مع الوقت وتوقف النزيف، وكانت ضربات قلب الجنين طبيعية، يسمح الأطباء لها بالعودة إلى منزلها مع إعطائها بعض الأدوية التي تعجل من نمو رئتي الجنين استعداداً لحدوث ولادة مبكرة.
أما إذا تجاوز الحمل الـ 34 أسبوعًا، وكان الانفصال المشيمي غير حاد، والجنين بصحة جيدة، ينتظر الطبيب حتى موعد الولادة المُحدد مُسبقًا، أما إذا اشتد النزيف وتأثرت الحالة الصحية للجنين، فيضطر الطبيب إلى إجراء الولادة القيصرية العاجلة مع تجهيز المكان المخصص للولادة بأكياس دم من نفس فصيلة الأم لإنقاذها في حال حدوث نزيف في أثناء العملية.
بهذا نكون أوضحنا تفصيلاً عن كيفية التعامل مع انفصال المشيمة، ولتتعرف على مزيد من الأمراض التي تصيب المشيمة في أثناء الحمل وتطلع على كيفية علاجها، يمكنك مطالعة مقال “علاج المشيمة الملتصقة” المنشور بموقعنا الإلكتروني.
اقرئى ايضا : علاج المشيمة الملتصقة
ما هي مضاعفات انفصال المشيمة التي قد تُصيب الأم والجنين؟
تتسبب المشيمة المنفصلة وخاصة التي لا تُظهر أي أعراض في البداية عديد من المخاطر على الأم والجنين منها:
- معاناة الأم من الصدمة نتيجة فقدان كمية كبيرة من الدم.
- تعرض الأم لاستئصال الرحم للسيطرة على النزيف بعد نزول المشيمة.
- نقص في المواد المسئولة عن تجلط الدم لدى الأم.
- الفشل الكلوي.
أما بالنسبة للجنين: - تعرضه إلى مخاطر الولادة المبكرة وعدم اكتمال نموه.
- نقص كمية الأكسجين والمواد الغذائية الواصلة له، الأمر الذي ينتج عنه خلل في نموه.
أمراض المشيمة من التحديات الصعبة والخطيرة التي تواجه بعض النساء خلال رحلة حملهن ولكن يمكن تفادي مضاعفاتها الخطيرة عن طريق الاهتمام بالمتابعة الدورية مع الطبيب في المواعيد التي يوصي بها وعدم تجاهل أي أعراض غريبة تواجهها الأم خلال رحلة الحمل.
0 تعليق