سكر الحمل مرض شائع يُصيب نسبة كبيرة من السيدات الحوامل، وقد يُسبب مضاعفات خطيرة للأم والجنين إذا لم يُعالج مبكرًا بطريقة صحيحة.
وعادًة لا تستطيع الحوامل التمييز بين أعراض سكر الحمل وأعراض الحمل الطبيعية، إذ يتشابهان بقدر كبير.
والسؤال هنا ما هي: اعراض سكر الحمل التي تستدعي زيارة الطبيب؟ وما أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟ نجيب عن هذه التساؤلات خلال سطور المقال التالي…
للحجز والاستعلام في مركز الدكتور محمد والي
ما هو سكر الحمل ؟
يُعد سكر الحمل أحد أنواع مرض السكري، ويُصيب الحوامل نتيجة انخفاض قدرة أجسامهن على إفراز الأنسولين بمعدلٍ كافٍ، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، ومن ثمَ ظهور اعراض سكر الحمل التي سنذكرها خلال السطور التالية.
ما اعراض سكر الحمل ؟
قد لا تظهر اعراض سكر الحمل على جميع المُصابات، وفي حال ظهورها قد تُعاني المُصابة الآتي:
- العطش الشديد.
- جفاف الفم.
- كثرة التبول، ولا سيما في الليل.
- تشوش الرؤية.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- التهابات متكررة في الجهاز التناسلي.
إذا لاحظتِ عزيزتي القارئة أيًا من اعراض سكر الحمل السابقة، فعليكِ التوجه إلى طبيب النساء والتوليد على الفور.
ما اسباب سكر الحمل ؟
يُفرز البنكرياس في الحالات الطبيعية هرمون الأنسولين -المسؤول عن تخزين سكر الجلوكوز داخل خلايا الجسم- بقدر كافٍ حتى يصير سكر الدم في معدلاته الطبيعية.
لكن في أثناء الحمل، تُفرز المشيمة المحيطة بالطفل هرمونات تؤدي إلى تراكم السكر في الدم، ولكن يعجز البنكرياس عن إفراز نسبة إضافية من هرمون الأنسولين لتخزين هذا الكم الزائد من السكر في الخلايا، لذا ترتفع نسبة السكر في الدم وتُصاب المرأة الحامل بسكر الحمل.
عادًة ما تحدث الإصابة بسكر الحمل خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل -أي من الشهر الثالث وحتى التاسع-، وقد تظهر اعراض سكر الحمل على المرأة خلال تلك المدة.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل
يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بسكر الحمل، منها:
العمر: يزداد خطر الإصابة بسكر الحمل مع تقدم العمر، ولا سيما بعد تجاوز سن الـ 40.
السمنة: تَزيد الإصابة بالسمنة المفرطة قبل أو في أثناء الحمل خطر الإصابة بسكر الحمل.
تاريخ الحمل السابق: تزداد احتمالية الإصابة بسكر الحمل لدى النساء اللواتي سبق لهن الإصابة به.
التاريخ العائلي: إصابة أحد الوالدين بمرض السكري يزيد خطر الإصابة به في أثناء الحمل أيضًا.
بعض الحالات الطبية: وتشمل الخضوع للتدخلات الجراحية في المعدة مثل: عمليات السمنة، بالإضافة إلى حالات الإصابة بمتلازمة تكيسات المبايض.
إذا كنتِ تملكين أيًا من العوامل السابقة، فعليكِ متابعة سكر الحمل مع الطبيب المختص خاصًة في أثناء الشهور الأولى من الحمل.
ما علاج سكر الحمل؟
غالبًا ما ينتهي مرض سكر الحمل بعد الولادة، ولكن يجب علاجه في أثناء الحمل لتجنب مضاعفاته.
ويمكن علاج سكر الحمل من خلال:
اتباع نظام غذائي صحي
تُعد طريقة تنزيل سكر الحمل المثالية هي اتباع نظام غذائي صحي خلال شهور الحمل، ويجب أن يحتوي هذا النظام على الأطعمة التالية:
- الفواكه والخضروات الطازجة.
- الحبوب الكاملة.
- البروتين الخالي من الدهون.
كما يجب الحد من تناول الأطعمة التالية:
- الأطعمة الغنية بالسكر.
- الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الدهون.
ممارسة الرياضة
تساعد ممارسة الرياضة على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى ضبط معدل السكر في الدم.
يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام مدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع، ولكن يجب الرجوع إلى الطبيب لمعرفة الطريقة الآمنة لممارستها من أجل الحفاظ على صحتك وصحة جنينك.
الأدوية
في بعض الحالات، لا ينخفض سكر الدم من خلال النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة، لذلك يلجأ الطبيب إلى العلاج الدوائي.
يصف الطبيب دواءً لمساعدة البنكرياس على إفراز الأنسولين بشكل كافِ، إذا كان معدل سكر الدم مرتفعًا للغاية.
كذلك يجب مراقبة سكر الدم بعناية، والتأكد من توافق نسبه مع نسب سكر الدم الطبيعية للحوامل التي أعلنتها الجمعية الأمريكية، وهي كالآتي:
- أثناء الصيام “قبل تناول الطعام”: 95 ملجم/ديسيلتر أو أقل.
- بعد ساعة من تناول الطعام: 140 ملجم/ديسيلتر أو أقل.
- بعد ساعتين من تناول الطعام: 120 ملجم/ديسيلتر أو أقل.
عليكِ قياس نسبة سكر الدم بانتظام، وإذا لاحظتِ زيادة حدة اعراض سكر الحمل، مثل زيادة العطش وكثرة التبول، فاستشيري الطبيب على الفور.
ما مضاعفات سكر الحمل؟
يؤدي إهمال علاج سكر الحمل إلى حدوث بعض المضاعفات، والتي تنقسم إلى مضاعفات تحدث في أثناء الحمل وأخرى بعد الولادة، ولا تقتصر هذه المضاعفات على الحامل فقط، بل تُصيب الجنين أيضًا.
تشمل المضاعفات المحتملة لسكر الحمل قبل الولادة ما يلي:
تسمم الحمل
تسمم الحمل حالة طبية خطيرة تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، وتشكل خطرًا كبيرًا على صحة الأم والجنين، وتظهر اعراض تسمم الحمل على هيئة:
- زيادة غير مقصودة في الوزن.
- صداع مزمن.
- صعوبة التنفس.
- ألم شديد في الجانب الأيمن العلوي من البطن.
- الغثيان والقيء.
الإجهاض المبكر
يعد من أبرز اسباب الإجهاض المبكر ارتفاع نسبة السكر بالدم في أثناء الحمل دون السيطرة عليه، خاصًة في الثلث الأول من الحمل.
وتتضمن اعراض الإجهاض المبكر ما يلي:
- نزيف مهبلي شديد.
- ألم في البطن والظهر.
- ضيق في التنفس.
- الحمى.
- فقدان الوزن.
- عدم انتظام ضربات القلب.
الولادة المبكرة
يؤدي سكر الحمل أحيانًا إلى الولادة المبكرة، إذ تلد الحامل قبل الشهر التاسع من الحمل، ويرجع السبب إلى زيادة حجم السائل الأمنيوسي (السائل الذي يحيط بالجنين) عن الطبيعي.
مضاعفات سكر الحمل على الطفل
تتضمن مضاعفات سكر الحمل على الطفل ما يلي:
زيادة وزن الطفل
يزداد وزن الطفل عن المعدل الطبيعي في حال إصابة الأم بسكر الحمل، مما يؤدي إلى صعوبة الولادة الطبيعية، فيضطر الطبيب إلى اللجوء للولادة القيصرية.
انخفاض سكر الدم لدى الطفل بعد الولادة
قد يُعاني الطفل الذي أُصيبت والدته بسكر الحمل خلال شهور الحمل به من انخفاض سكر الدم، خاصةً في الأيام الأولى بعد الولادة.
إصابة الطفل باليرقان
يُصاب الطفل باصفرار في الجلد والعينين، فيما يعرف باسم “اليرقان”.
إصابة الطفل بمرض السكري
قد يُصاب الطفل في مرحلة البلوغ بمرض السكري النوع الثاني نتيجة خلل في إفراز هرمون الإنسولين منذ الولادة.
ولادة طفل ميت
من المحتمل أن يؤدي سكر الحمل إلى ولادة طفل ميت، ولكن هذا الأمر نادر الحدوث.
كيفية الوقاية من الإصابة بسكر الحمل
يقدم الأطباء مجموعة من النصائح للوقاية من سكر الحمل، أبرزها:
- خسارة الوزن الزائد قبل الحمل.
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالبروتينات الصحية والكربوهيدرات المعقدة والألياف.
- متابعة الحمل دوريًا، وإجراء تحليل سكر الحمل خلال الأسابيع ما بين 24 إلى 28 من الحمل، وذلك لتشخيصه وعلاجه مبكرًا في حالة الإصابة به.
في الختام، قد يُهدد سكر الحمل صحتك وصحة طفلك إذا لم يُعالج، لذا ننصحك باستشارة الدكتور محمد والي في حال معاناتك أيًا من اعراض سكر الحمل السابق ذكرها.
يُعد الدكتور محمد والي أحد أهم خبراء طب النساء والتوليد والحقن المجهري في مصر على مدار 30 عامًا، وهو أفضل من يحدد لك الوسيلة المناسبة للشفاء من سكر الحمل.
0 تعليق