من بين كل 50 امرأة حامل تتعرض واحدة على الأقل للإصابة ب اعراض الحمل خارج الرحم، تلك الحالة المرضية التي تُنذر باحتمالية حدوث نزيف يُداهم الأم في أي لحظة ليفقدها جنينها.
قد تحدث الإصابة بالحمل خارج الرحم نتيجة تطور غير طبيعي في البويضة المُخصبة أو الإصابة المُسبقة بالتهابات قنوات فالوب المزمنة.
سطورنا التالية موجهة لكل زوجة ترغب في الحمل والإنجاب، نحاول خلالها جهد ما استطاعنا حمايتها من خطر الإصابة ب الحمل خارج الرحم، مُساعدتها على اكتشاف المشكلة في مرحلة مبكرة لأخذ التدابير الطبية اللازمة
للحجز والاستعلام في مركز الدكتور محمد والي
ما المقصود بالحمل خارج الرحم وما الفرق بينه وبين الحمل الطبيعي؟
مع نضوج البويضة، تترك حيزها داخل المبيض متجهةً نحو الجزء الأول من قناة فالوب لتستقر بها عدة أيام تُعرف بين الأطباء باسم ” أيام التبويض”.
في أثناء ممارسة العلاقة الحميمية، يصل عدد مهول من الحيوانات المنوية إلى البويضة في بداية قناة فالوب -في حال إن لم يعاني الزوج مشكلة صحية ما.
إن خُصبت البويضة بواسطة أحد الحيوانات المنوية، تبدأ رحلتها في الانقسام والانتقال إلى الرحم لتستقر به، وإن لم تُخصب تخرج إلى الرحم لتنفجر داخلة ويتخلص الجسم منها على هيئة نزيف شهري “الدورة الشهرية”.
تحدث حالات الحمل خارج الرحم في حال انتقال البويضة المُخصبة إلى منطقة أخرى من الجسم دون الرحم، كالالتصاق بأعضاء محيطة بالرحم أو الاستقرار بقناة فالوب ذاتها.
اقرأ ايضا : علامات الحمل خارج الرحم
أشهر أسباب الحمل خارج الرحم .. التهابات قنوات فالوب المزمنة
التهابات الجهاز التناسلي من الأمراض الشائعة بين النساء المتزوجات والعازبات أيضًا وإن ارتفعت النسبة قليلًا بين المتزوجات.
تعود أسباب الإصابة بالالتهاب إلى وصول البكتيريا الضارة إلى الرحم عبر المهبل ومن ثم قنوات فالوب، مستوطنةً أنسجتها ومسببةً إصابتها بالالتهاب الحاد أو المزمن.
تُسبب الالتهابات المزمنة التصاقات وانسدادات متعددة داخل قناة فالوب -قد لا تظهر أثناء الفحص بالموجات- تمنع انتقال البويضة إلى الرحم بعد الإخصاب فتلتصق بجدراها وتسبب الإصابة بالحمل خارج الرحم.
أما عن عوامل الخطر التي تجعل إحدى النساء أكثر عرضة للإصابة عن غيرها وتجيب عن سؤال “هل الحمل خارج الرحم خطير؟” فهي تشمل ما يلي:
- الإصابة بالحمل خارج الرحم مسبقًا.
- الإصابة بالعدوى المنقولة جنسيًا مثل السيلان أو الكلاميديا، إذ قد تسبب التهابات قناة فالوب، ما يزيد من خطر التصاق البويضة المخصبة بها بدلًا من الرحم.
- الخضوع لجراحات سابقة في قناة فالوب، مثل جراحة إصلاح أي تلف أو انسداد في القناة.
- وسائل الإخصاب المساعد إذ توجد افتراضية أن هذه التقنيات قد تزيد خطر حدوث الحمل خارج الرحم.
- بعض وسائل منع الحمل، مثل اللولب ففي حالات نادرة يحدث الحمل خارج الرحم مع استخدامه.
- التدخين.
- تأخر الإنجاب.
- مشكلات في الجهاز التناسلي الأنثوي، مثل بطانة الرحم المهاجرة.
أنواع الحمل خارج الرحم وأماكن استقراره في الجسم
تُصنف أنواع الحمل خارج الرحم وفقًا لمكان وجوده، فغالبًا ما تستقر البويضة المُخصبة داخل قناة فالوب بدلًا من الرحم، إلا أن نسبة بسيطة -لا تتجاوز 1% – عُرضة لالتصاق البويضة بجدار المبيض، وحالات نادرة قد تنتقل البويضة إلى الغشاء البريتوني (غشاء يُبطِن تجويف البطن) يمكن ان يظهر الحمل داخل جرح القيصريه فى بعض الحالات مما يتدعى التدخل الجراحى.
يترتب على حدوث أي نوع من أنواع الحمل خارج الرحم ظهور الأعراض ذاتها، إلا أن المُضاعفات تُصبح أكثر خطورة في حال التصاق البويضة بأي من أعضاء الجسم، كالكبد أو الكلي.
اقرأ ايضا : متى يكتشف الحمل خارج الرحم
ما هي اعراض الحمل خارج الرحم؟ وهل الحمل خارج الرحم خطير؟
يجيب الدكتور محمد والي -أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القصر العيني- عن سؤال “ماهي اعراض الحمل خارج الرحم؟” بأنه بالرغم من اختلاف أنواعه حسب مكان التصاق البويضة المخصبة -في قنوات فالوب أو تجويف البطن أو الكبد والكلى، عادة ما تشعر الزوجة بأعراض الحمل الشائعة في بادئ الأمر، مثل الشعور بالغثيان وألم الثديين، ولكن قد تتفاقم الأعراض في حالات الحمل خارج الرحم، وتشير إلى ضرورة الاستشارة الطبية العاجلة وتشمل ما يلي:
- آلام شديدة في أسفل البطن ومنطقة الحوض وقد تمتد إلى الكتفين والرقبة.
- ألم شديد في جانب واحد من البطن.
- نزيف مهبلي خفيف أو غزير.
- الشعور بفقدان التوازن والإغماء.
- الشعور بوجود ضغط على المستقيم.
- الرغبة المستمرة في النوم والتقلبات المزاجية.
وقد تعد هذه الأعراض تمهيداً للإجابة عن سؤال “هل الحمل خارج الرحم خطير؟” فهي تشير إلى أن الحمل خارج الرحم حالة طبية طارئة تستدعي التدخل العاجل فور اكتشافها لما تسببه من مضاعفات خطيرة تهدد حياة الأم وأهمها:
- نمو الجنين داخل قناة فالوب التي لا تستوعب كبر حجمه الأمر الذي يتسبب في انفجارها وتسببها في نزيف داخلى.
- التصاق البويضة ونموها داخل تجويف البطن أو بأحد أعضاء الجسم مسببةً خللًا في العضو وخطر على حياة المرأة.
هل الحمل خارج الرحم خطير ويسبب الوفاة؟
كما ذكرنا سابقًا الحمل خارج الرحم من الحالات الطبية العاجلة التي تستدعي تدخلاً طبيًا فوريًا لوقاية الأم من خطورة مضاعفاته، ولكن بعض الحالات التي تتقاعس عن استشارة الطبيب بشأن ما تشعر به من أعراض وتُهمل المتابعة الدورية لحالتها وهي تعاني من الحمل خارج الرحم، قد تتطور حالتها لتصاب بنزيف داخلي حاد لا يمكن السيطرة عليه، ويتسبب الحمل في تلف أعضاء الجسم الداخلية مسببًا فقدان حياتها في النهاية.
التدخل الطبي الأمثل عند ظهور اعراض الحمل خارج الرحم
يعتمد الطبيب في اختيار التدخل الطبي الأمثل في حالة الحمل خارج الرحم على ما أسفرته نتائج أساليب التشخيص، وأهمها الموجات فوق الصوتية التي تبين المعلومات عن وقت حدوث المشكلة ومدى شدتها وإلى أى مدى انتشرت هذه الأنسجة.
لذا يعد اللجوء إلى أفضل طبيب نساء وتوليد فى مصر هو القرار المناسب في مثل هذه الحالات التي تستدعي خبرة ومهارة عالية في التعامل مع الحالة للحفاظ على قدرتها الإنجابية فيما بعد وإنقاذ حياتها بأقل مضاعفات ممكنة.
وتشمل الأساليب العلاجية للحمل داخل الرحم ما يلي:
العلاج الدوائي
يصف الطبيب دواء “الميثوتريكسات methotrexate”، ويُعطى عن طريق الحقن، ويهدف إلى منع نمو خلايا الجنين والتصاقها بقناة فالوب أو تجويف البطن، وفي حال نجاح هذا العلاج، قد تظهر أعراض تشبه أعراض الإجهاض، مثل التقلصات والنزيف وخروج أنسجة الجنين.
التدخل الجراحي العاجل
الهدف من التدخل الجراحي العاجل هو إزالة الأنسجة الجنينية الملتصقة بقناة فالوب أو الأعضاء الداخلية ووقف النزيف الداخلى والحفاظ على حياة الأم من التعرض للخطر.
تُجرى هذه الجراحة باستخدام المنظار وفي الحالات الأكثر تطورًا قد تُستأصل قناة فالوب كاملة للسيطرة على النزيف الداخلى.
هل يوجد أسلوب علاجي من شأنه المساعدة في استكمال الحمل؟
بالطبع لا توجد أي وسيلة علاجية من شأنها الحفاظ على الحمل خارج الرحم، بل التدخل الأمثل والوحيد في هذه الحالة هو إنهاء هذا الحمل واستئصال أنسجته المنتشرة في قناة فالوب أو على أعضاء الجسم المختلفة جراحيًا.
هل يمكن تفادي الإصابة بالحمل خارج الرحم؟
بعد أن أجبنا تفصيلًا عن سؤال “هل الحمل خارج الرحم خطير؟” تتساءل كثير من الزوجات عن وجود طريقة ما تحميهم من الإصابة بالحمل خارج الرحم، ولكن للأسف لا توجد طريقة مضمونة لمنع الحمل خارج الرحم من خلال تجربتى مع الحمل خارج الرحم ، ولكن الالتزام بنصائح الطبيب خلال فترة الحمل والحرص على المتابعة الدورية وتجنب عوامل الخطر مثل التدخين تقلل من احتمالية التعرض لهذه المشكلة ومخاطرها.
إلى هنا نكون قد أجبنا عن سؤال “ما هي اعراض الحمل خارج الرحم؟” وتعرفنا على أسبابه وكيفية التعامل معه. إن كنتِ تشعرين بأعراض أخرى غير المذكورة في أثناء حملكِ، يمكنك التواصل مع الطبيب وسرد ما تشعرين به للتأكد من كونها اعراض الحمل خارج الرحم أو لا.
0 تعليق