هل تُغني حاسبة الحمل والولادة عن المتابعة مع الطبيب؟

بواسطة | سبتمبر 11, 2023

بين مشاغل الحياة والواجبات اليومية، ومع كثرة الضغوط المادية، تُهمل بعض الزوجات زيارات المتابعة الدورية مع الطبيب في أثناء فترة الحمل، توفيرًا للجهد والمال، فيلجأن إلى ” حاسبة الحمل والولادة ” لتحديد موعد ولادة أطفالهن، ولتحضير أنفسهن لاستقبال وليدهن.

ولا يُعَد الاعتماد على تلك الحاسبات أمرًا كافيًا، وقد يُعرض إهمال زيارات المتابعة الدورية الأم والجنين إلى مخاطر عدة.

في المقال التالي نُلقى نظرة على أهمية متابعة الحمل مع الطبيب، وهي الزيارات التي لا يمكن استعاضتها بحاسبة الحمل والولادة.

للحجز والاستعلام في مركز الدكتور محمد والي

     

    أهمية حاسبة الحمل والولادة للنساء الحوامل

    منذ الأزل اتبعت السيدات طريقة تقليدية ل حساب فترة الحمل وتحديد الموعد التقريبي للولادة، وتتضمن تلك الطريقة الخطوات الآتية:

    1. تحديد أول يوم من آخر دورة شهرية.
    2. إضافة 7 أيام إلى اليوم الذي تم تحديده.
    3. طرح ثلاثة أشهر من التاريخ الذي حصلنا عليه مُسبقًا، لنحصل على موعد الولادة التقريبي.

    مثال توضيحي: لنفترض أن أول يوم من آخر دورة شهرية هو اليوم الأول من شهر نوفمبر، بإضافة 7 أيام نُصبح في اليوم الثامن من نفس الشهر، وبطرح ثلاثة أشهر نستنتج أن موعد الولادة المنتظر هو الثامن من أغسطس من العام التالي.

    وتُعرف الطريقة الحسابية السابقة باسم “قاعدة نيغل” لـ حساب الحمل والولادة، وقد طُورت عدة تطبيقات إلكترونية مؤخرًا لحساب موعد الولادة بطريقة أوتوماتيكية، عبر تسجيل الأم تاريخ أول يوم من آخر دورة شهرية، فيقوم التطبيق بالعملية الحسابية بالكامل.

    هل نكتفي باستخدام حاسبة الحمل والولادة؟

    باستخدام تطبيقات حساب الحمل والولادة تتمكن الأم من معرفة الموعد التقريبي غير الدقيق للولادة، وتقدم بعض تلك التطبيقات معلومات إضافية مفيدة، تتضمن معرفة الأعراض الطبيعية المُصاحبة لكل فترة من فترات الحمل، والتغيرات التي تطرأ على الجسم خلالها، وتمييزها عن الأعراض غير الطبيعية التي تدل على وجود مشكلة ما تستدعي اللجوء إلى الطبيب.

    وقد تكون حاسبة الحمل والولادة مفيدة بالفعل، إلا أنها لا تُعَد كافية، فنحن لا نستطيع التأكد من نمو الجنين وتطوره طبيعيًا دون المتابعة مع الطبيب المختص، والخضوع للفحوصات الدورية اللازمة.

    أهمية المتابعة الدورية مع الطبيب والخضوع للفحص

    ينصح الأطباء دومًا بضرورة متابعة الزوجة حالتها مع طبيب نساء وتوليد متخصص بدءًا من شهر الحمل الأول حتى اكتماله بحول الله، من أجل الخضوع للفحص المستمر الهادف إلى التأكد من نمو الجنين خلال مراحل الحمل المختلفة، وعدم وجود أي مشكلة قد تؤثر في صحته، أو صحة الأم.

    وتنقسم الفحوصات الطبية التي يجريها الأطباء خلال فترة الحمل إلى مجموعتين:

     المجموعة الأولى: تُجرى فحوصات تلك المجموعة خلال أشهر الحمل الأولى لمرة واحدة فقط إن لم تستدعِ الحالة إعادة إجرائها لاحقًا، وهي تشمل: فحص سكر الدم، وفحص العامل الريسوسي.
    المجموعة الثانية: فحوصات مستمرة يجريها الطبيب خلال كل زيارة، وهي تتضمن الفحص بالموجات فوق الصوتية.

    أهمية فحص السكر الصيامي للحامل

    زيادة الرغبة في التبول والشعور بالعطش المستمر قد يشيران إلى الإصابة المحتملة بسكري الحمل، الذي لا تقتصر الإصابة به على مريضات السكري، إنما هي حالة عَرَضية تُصيب بعض السيدات الحوامل.

    ويُعد فحص “السكري الصيامي” العامل الذي يؤكد الإصابة بالمرض من عدمها، والذي عادةً ما يُجرى خلال الفترة ما بين الأسبوع الرابع والعشرين والأسبوع الثامن والعشرين من الحمل.

    وتعتمد فكرة ذلك الفحص على تقييم كيفية تعامل جسدك مع جلوكوز الدم، وعليه يُحدد الطبيب المُضاعفات المحتملة للإصابة، وكيفية التعامل معها.

     

    أهمية فحص العامل الريسوسي (Rh)

    يعمل فحص العامل الريسوسي على الكشف عن بروتين مُحدد في خلايا دم الجنين الحمراء، وفي حال إن كان ذلك البروتين مُغايرًا للبروتين الموجود في خلايا دم الأم، فقد يؤدي ذلك الأمر إلى حدوث الإجهاض.

    توضيحًا لما سبق: هناك نوعين من العامل الريسوسي، السالب والموجب، وتكمن المشكلة في حال إن كان العامل الريسوسي للأم سالبًا، والعامل الريسوسي للطفل الأول موجبًا، أو العكس، الأمر الذي يؤدي إلى إنتاج الجهاز المناعي للأم كمًا هائلًا من الأجسام المُضادة التي تهاجم خلايا الجنين، لأنه يُعِد خلاياه أجسامًا غريبة ينبغي القضاء عليها.

    وقد ينجو الطفل الأول من الأمر لطول الفترة التي يستغرقها الجهاز المناعي حتى اكتشاف اختلاف العامل الريسوسي وإنتاج الأجسام المُضادة له، إلا أن الحمل مرة ثانية يعرض الطفل لمخاطر كُبرى.

    ويُسهم الفحص في اكتشاف تلك المشكلة من أجل وصف بعض المواد الدوائية للأم، التي تُسهم في تثبيط جهازها المناعي حتى موعد الولادة.

    أهمية تحليل البول للحامل

    تحليل البول من تحاليل الحمل الروتينية التي تُسهم في التأكد من عدم وجود خلل ما في الجسم، فمن خلال تحليل البول يمكن التأكد من:

    عدم إصابة الأم بسكري الحمل، عن طريق قياس مستوى الجلوكوز في البول.
    التأكد من عدم موت الطفل، أو إصابة الأم بتسمم الحمل، عبر قياس مستوى البروتينات في الدم.

    أهمية الفحص بالموجات فوق الصوتية

    من خلال كشف الموجات فوق الصوتية يُتابع الطبيب حالة الأم والجنين معًا، ويستعرض نمو الجنين وتشكل أعضائه، وهو فحص يُسهم أيضًا في التأكد من عدم إصابة الطفل بالتشوهات.

    قد تُساعد حاسبة الحمل والولادة النساء الحوامل على تحديد موعد الولادة، إلا أنها لا يمكنها تعويض دور الطبيب المختص المسؤول عن متابعة حالة كلًا من الأم والجنين بدقة، وتقديم كل سُبُل الدعم، وإدراك أي مشكلات قد تعرض حياة الأم أو الجنين للخطر مُبكرًا، والسعي إلى علاجها.

    ندعو كل الأمهات المستقبليات إلى متابعة حالاتهن مع الأطباء المختصين لضمان ولادة سهلة بإذن الله، والبعد التام عن اتباع نصائح الأهل والأصدقاء، وعدم الاكتفاء بمتابعة الصفحات والبرامج الطبية.

    للحجز والاستعلام في مركز الدكتور محمد والي

      0 تعليق

      إرسال تعليق

      لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

      مقالات متعلقة