المشيمة ليست عضوًا يولد به الإنسان، إنما تتكون داخل رحم النساء في أثناء مرحلة الحمل، وتتمثل وظيفتها الرئيسة في إمداد الجنين بالأكسجين والعناصر الغذائية. قد تعتري المشيمة بعض المشكلات في أثناء الحمل، فقد تلتصق في الرحم أو تتقدم عن الجنين، فما أشهر هذه المشاكل؟ فما هو علاج المشيمة المتقدمة؟ وما الأعراض المُصاحبة لتقدُّم المشيمة؟ وهل للتشخيص المُبكر أهمية في الحفاظ على سلامة الأم؟
للحجز والاستعلام في مركز الدكتور محمد والي
ما هى المشيمة؟ وما هو دورها في أثناء شهور الحمل؟
ماهى المشيمة للحامل اوجدها الله لتوصيل الغذاء والسوائل والأكسجين الكافي للجنين حتى الولادة، وقد خلق الله المشيمة بطبيعة مرنة، فهي تقوم بدورها ثم تنفصل عن بطانة الرحم دون الالتصاق بالعضلات في أثناء المخاض والولادة دون حدوث أي مُشكلات.
لكن ماذا يحدث إن التصقت المشيمة بالعضلات الداخلية للرحم أو الحوض أو تغير موضعها؟ هذا ما سنعرفه في الفقرات القادمة.
ما أنواع المشكلات التي قد تعتري المشيمة؟
تنشغل أذهان الزوجات الحوامل بأنواع المشكلات التي قد تعتري المشيمة خوفًا من المضاعفات الناتجة عن تلك المشكلات، والتي قد تهدد استقرار الحمل وتؤدي إلى الإجهاض في بعض الأحيان -لا قدر الله-. وتتضمن تلك المشكلات:
المشيمة المتقدمة.
المشيمة الملتصقة.
انفصال المشيمة.
نتحدث تفصيلًا خلال الفقرات القادمة عن كل مشكلة من تلك المشكلات على حدة، ونستعرض كافة التدخلات الطبية المناسبة للحد من مخاطرها التي تؤثر في صحة الأم أو نمو الجنين.
أولًا: أهم ما يخص المشيمة المتقدمة
إليك أهم ما يخص مشكلة المشيمة المتقدمة.
ما هى المشيمة المتقدمة؟
بعكس الحالات الطبيعية التي تنمو فيها المشيمة أعلى الرحم، قد تنمو في غير مكانها الطبيعي، ففي حالة المشيمة المتقدمة، تنمو أنسجة المشيمة أسفل الرحم عند عنق الرحم تحديدًا مسببة مضاعفات خطيرة تهدد صحة الأم عند الولادة وكفاءة وصول المواد الغذائية للجنين ونموه طبيعيًا.
ملحوظة: ترجع تسمية تلك الحالة بذلك الاسم نظرًا لأن المشيمة تتقدّم على الجنين، وتوجد لها تسميات أخرى، مثل نزول المشيمة وضعف المشيمة والمشيمة المنزاحة.
وتنقسم أنواع المشيمة المتقدمة إلى ما يلي:
المشيمة المتقدمة جزئيًا، وهي التي تغطي جزءًا من عنق الرحم.
المشيمة المتقدمة كليًا، وهي التي تغطي عنق الرحم بالكامل.
اسباب المشيمة المتقدمة ماهى ؟
تعمل المشيمة كحلقة وصل بين الأم والجنين في أثناء فترة الحمل، فهي عبارة عن عضو صغير يتصل بالجنين عبر الحبل السري ليُوصِّل الأكسجين والمُغذيات إلى الجنين طوال مراحل الحمل. تنغرس المشيمة وتنمو في أعلى الرحم، لكن في بعض الحالات قد تنمو في غير مكانها الطبيعي وتستقر أمام الجنين، وهي حالة معروفة طبيًا باسم “المشيمة المتقدمة – Placenta previa”، وسُميت بهذا الاسم لأن المشيمة “تتقدم” على الجنين فتُصبح أمامه. عمومًا لا توجد أسباب واضحة أو مُباشِرة للإصابة بالمشيمة المتقدمة، لكن تزداد احتمالات الإصابة للأسباب التالية:
- كِبَر السن، فالنساء الأكبر سنًا هن الأكثر عرضةً للإصابة بمشكلات المشيمة في أثناء فترة الحمل.
- الولادات المتكررة، لا سيما الولادات القيصرية التي تتضمن شق طبقات البطن والرحم.
- الخضوع لجراحات سابقة في منطقة تجويف الرحم، مثل: عمليات استئصال أورام الرحم الليفية.
- الحمل المُتكرر.
- حدوث المشيمة الملتصقة في حمل سابق.
أعراض المشيمة المتقدمة
هناك عدة عوامل تزيد فرص تعرض الزوجات للإصابة بالمشيمة المتقدمة وأعراضها المزعجة.ويمكن الاستدلال منها على تغير موقع المشيمة وتقدمها تجاه عنق الرحم عبر ملاحظة الأعراض التالية:
- نزول دم من المهبل ذي لون أحمر فاتح، ويحدث هذا الأمر عادة بصورة متقطعة في الأشهر الأخيرة من الحمل (النصف الثاني من فترة الحمل)، فقد ينزل الدم ثم يتوقف لعدة أيام ليعاود النزول مرة أخرى.
- الشعور بتقلصات في البطن أو الظهر.
هل يمكن الاعتماد على الأعراض فقط فى تشخيص المشيمة المتقدمة؟
يُعد النزيف المهبلي أول وأشهر أعراض المشيمة المتقدمة، وعادةً ما يكون النزيف مُتكررًا ومجهول السبب وتتفاوت شدته بين الأم والأخرى، فأحيانًا يكون النزيف طفيفًا يتضمن نزول كم ضئيل من الدم، وأحيانًا يكون شديد الغزارة. يُشخِص الطبيب مشكلة المشيمة المتقدمة باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية أو السونار خلال أي مرحلة من مراحل الحمل، وينبغي أن يكون الجهاز متطورًا وحديثًا كي يعرض كافة صور الأنسجة الداخلية بوضوح شديد.
الفحوصات المطلوبة فى تشخيص المشيمة المتقدمة فى أثناء الحمل
أصبحت تُجرى العديد من الفحوصات للاطمئنان على حالة المشيمة والتأكد من وجودها في المكان الصحيح على جدار الرحم.
ومن أهم تلك الفحوصات فحص الموجات الصوتية باستخدام جهاز متطوروحديث كي يعرض كافة صور الأنسجة الداخلية بوضوح شديد والذي عادة ما يجرى في بداية الحمل، وخلال مختلف مراحل الحمل كذلك من أجل تحديد نوع عملية الولادة ومساعدة الطبيب على اتخاذ الإجراءات والاستعدادات اللازمة في حال كانت المشيمة ملتصقة.
إلى أي مدى تمتد مخاطر المشيمة المتقدمة؟
عند تشخيص المشيمة المتقدمة، يتبادر إلى أذهانهن سؤال شهير نابع عن القلق والتوتر الذي يشعرن به خلال هذه الفترة، وهو: هل تؤثر المشيمة المتقدمة في الحمل؟
والحقيقة أنه يجب توعية المصابات بأن خطورة المشيمة المتقدمة لا تقتصر فقط على هذا النزيف المهبلي، ولكن يتسبب إهمال علاج المشكلة وعدم الالتزام بنصائح الطبيب التي يوجهها بدءًا من وقت ظهور الأعراض وحتى الوصول إلى موعد الولادة بسلام في ظهور مضاعفات بالغة الخطورة تؤثر في صحة الأم والجنين تتمثل فيما يلي:
- تفاقم النزيف في أثناء الحمل أو الولادة مما يصيب الأم بفقر الدم ويجعلها بحاجة إلى نقل الدم.
- زيادة خطر التعرض لانفصال المشيمة والولادة المبكرة قبل اكتمال نمو الجنين، الأمر الذي يعرضه لمخاطر عدة منها صغر وزنه وضيق التنفس وقد تصل إلى فقدانه.
- فقدان الأمل في إمكانية الولادة الطبيعية بسبب، لأن تقدم المشيمة يؤدي إلى انسداد عنق الرحم جزئيًا أو كليًا مما يمنع رأس الجنين من المرور عبر المهبل في أثناء الولادة الطبيعية.
- زيادة الضغط من الجنين على المشيمة في أثناء الولادة، الأمر الذي يتسبب في نقص الأكسجين الواصل ويعرضه لبعض المشكلات الصحية فيما بعد.
- فقدان الأم لكمية من الدم في أثناء الولادة بسبب التصاق المشيمة المتقدمة في جدار الرحم -في بعض الحالات- الأمر الذي قد يتطلب استئصال الرحم في أثناء الولادة لإنقاذ حياة الأم.
كيفية علاج المشيمة المتقدمة
في حقيقة الأمر يجب أن ننوه أنه لا يُمكن علاج المشيمة المتقدمة بطريقة مُباشِرة ولا توجد طريقة يمكنها أن تعيد المشيمة إلى وضعها الطبيعي حتى تمام شهور الحمل والولادة بأمان، إنما يعتمد العلاج على المتابعة الطبية بالأساس لمراقبة حالة المشيمة والحد من تفاقم الأعراض حتى يكتمل نمو الجنين وتتم عملية الولادة بنجاح.
المتابعة الدورية
إذا شخص الطبيب مشكلة المشيمة المتقدمة خلال إحدى مراحل الحمل المُبكرة، وإذا لم ترصد الأم نزيفًا مهبليًا غزيرًا، سوف تعتمد خطة العلاج على المتابعة الطبية الدورية عبر فحص السونار (الموجات فوق الصوتية) من أجل الاطمئنان على معدل نمو الجنين وحالة المشيمة، ومن ثمّ تحديد طريقة الولادة.
الولادة القيصرية الطارئة
يُجري الطبيب عملية الولادة القيصرية للأمهات المُصابات بمشكلة المشيمة الساقطة (المتقدمة) في حالتَين:
انسداد عنق الرحم
عنق الرحم هو الجزء الأخير من الرحم الواقع بالقرب من المهبل، وتؤدي مشكلة المشيمة المتقدمة إلى انسداده كليًا أو جزئيًا، الأمر الذي يعيق خروج الجنين عبر فتحة المهبل خلال الولادة الطبيعية. بناءًا عليه، إذا لم تَعُد المشيمة إلى مكانها الطبيعي عند اقتراب موعد الولادة، سوف يُجري الطبيب عملية ولادة قيصرية من أجل إخراج الجنين.
رصد نزيف مهبلي شديد الغزارة
تُصبح عملية الولادة القيصرية “عملية طوارئ” إذا كانت المرأة تشكو نزيفًا مهبليًا غزيرًا قد يُهدد حياتها وحياة جنينها، فهذه الجراحة ستُحافِظ على حياة الأم والجنين معًا.
استئصال الرحم بعد الولادة
في بعض الحالات الطارئة التي تكون مصحوبة بنزيف شديد في أثناء الولادة، أو في الحالات التي تلتصق فيها المشيمة بجدار الرحم، سيضطر الطبيب المُختَّص إلى استئصال الرحم كاملًا. قد تُصاب الأم بالضيق الشديد عندما يتخذ طبيبها الخاص قرارًا باستئصال الرحم، لكن ينبغي العلم أن ذلك القرار يهدف -في المقام الأول- إلى الحفاظ على حياة الأم، فالنزيف الذي يُصيب الأم في أثناء الولادة عادةً ما يكون خطيرًا ومُهددًا للحياة.
ملحوظات شديدة الأهمية
عند إجراء عمليات الولادة القيصرية للأمهات المُصابات بمشكلة المشيمة الساقطة أو المتقدمة، ينبغي إجراء ذلك النوع من الجراحات في مُستشفى مُجهز يضم بنكَ دمٍ يحتوي على مُختلف فصائل الدم. فمن المعروف أن المشيمة المتقدمة تؤدي إلى نزول نزيف شديدٍ في أثناء الولادة أو بعدها مباشرةً، لذلك ينبغي أن تتوفّر كافة التجهيزات الطبيّة داخل المُستشفى من أجل الحفاظ على حياة الأم وتفادي أي مخاطر مُحتَملة.
أفضل دكتور لعلاج المشيمة المتقدمة
يُعد الدكتور محمد والي -أستاذ أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم بكلية طب القصر العيني بجامعة القاهرة- واحدًا من افضل الأطباء المُرشحين لإجراء جراحات القيصرية الطارئة للنساء المُصابات بمشكلة المشيمة المُتقدمة؛ نظرًا لما يمتلكه من خبرات علمية ومهارات شخصية، إلى جانب حرصه الشديد على متابعة كل ما هو جديد في مُختلف مجالات طب النساء والتوليد عبر حضور محافل ومؤتمرات علمية عديدة محلية وعالمية.
نصيحة أخيرة
عزيزتي الأم المُستقبلية، عليكِ بالالتزام بمواعيد متابعة الحمل تحت إشراف طبيب النساء والتوليد المُختَّص، فالمتابعة المُستمرة تُساعد على الاكتشاف المُبكر لأي مشكلات قد تعتري الرحم والمشيمة فتُؤثر في نمو صغيركِ. أوضحنا خلال هذا المقال أهم ما يخص أساليب علاج المشيمة المتقدمة، وأكدنا أهمية المتابعة الدورية في أثناء جميع مراحل الحمل، ورشحنا في النهاية أفضل أطباء النساء والتوليد المُختَّصين. نرجو أن تحصلن على كامل الاستفادة، ونتمنى لكُنَّ حملًا سليمًا ومُستقرًا. للتواصل والحجز في عيادات الدكتور محمد والي، نوصيكن بالتواصل مع فريق العمل عبر الأرقام والبيانات المتاحة على الموقع الإلكتروني أو عبر تطبيق الواتساب.
أهم الاسئلة الشائعه حول علاج المشيمة المتقدمة
كيف تعود المشيمة الى وضعها الطبيعي
يكون الوضع الطبيعي لتكون المشيمة داخل الرحم في الأعلى بعيدًا عن عنق الرحم وأسفل البطن، وذلك هو الوضع الأمثل والطبيعي والشائع بين جميع النساء خلال فترة الحمل، ويسمح بالولادة الطبيعية للجنين دون مضاعفات وكذلك القيصرية أيضًا. وبعد أن يتم توليد الجنين بسلام يقوم الطبيب بإخراج المشيمة من الرحم خلف الجنين مباشرة.
ما هو علاج المشيمة المتقدمة؟
لا يوجد علاج طبي أو جراحي لعلاج المشيمة المتقدمة، ولكن هناك عدة خيارات للتحكم في النزيف الناتج عن المشيمة المتقدمة حيث يعتمد التحكم بالنزيف على عوامل مختلفة، قد تشمل: مقدار النزيف. طول مدة الحمل. صحة الحمل
ما وضع النوم المناسب في حالة المشيمة النازلة؟
و إجابة سؤال ما وضع النوم المناسب في حالة المشيمة النازلة فهو النوم على الجنب وبالتحديد الجانب الأيمن لأن وضعية النوم على الجنب توفر الاستقرار للمشيمة وعدم الضغط عليها
0 تعليق